A mother and her six children wait in a room
النداءات الانسانية المشتركة بين الوكالات

أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي

توكوكو، فنزويلا

أمهات من قبيلة اليوكبا في انتظار الخضوع لفحص التغذية من الصليب الأحمر الفنزويلي. وينتمي سكان اليوكبا الأصليين إلى قبيلة ثنائية الجنسية، تعيش على جانبي الحدود الفنزويلية والكولومبية، ويبلغ عددهم حوالي 10,000 شخص، ويعد الصليب الأحمر الفنزويلي شريكًا مُنفذًا للمشاريع التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المنطقة. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية/ جيما كورتيس OCHA/Gemma Cortés

عانت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منذ أمد بعيد من تحديات إنسانية كثيرة، تشمل الكوارث الطبيعية المتكررة والفقر المدقع والعنف المفرط وانعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وكثرة النزوح، وقد ساعدت هذه التحديات وباء كوفيد-19 في التغلغل والانتشار داخل المنطقة، إذ أصبحت البؤرة العالمية لتفشي الوباء في معظم عام 2020. وتظل العواقب الاجتماعية والإنسانية الوخيمة متعددة الأبعاد ذات تأثير سيستمر لسنوات، إن لم يكن لعقود.

وبعيدًا عن الوباء، شهدت أوجه التأثر بالمناخ الموثقة جيدًا في المنطقة تداعيات تاريخية خلال عام 2020، حيث كان من المتوقع في شهر مايو/آيار أن تحدث في موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي عام 2020 من 15 إلى 19 عاصفة، لكن حطم هذا الموسم الأرقام القياسية بحدوث 30 عاصفة حتى الآن، ويعد من أنشط مواسم الأعاصير في المحيط الأطلسي على الإطلاق. شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني وحده وقوع عاصفتي إيتا وإيوتا من الدرجة الرابعة، إذ ضربت كلتا العاصفتين أمريكا الوسطى بصورة متلاحقة وسريعة، وألحقتا الضرر بأكثر من 4.5 مليون شخص بعد انتشار الفيضانات على نطاق واسع على امتداد تسعة دول بين جنوب شرق المكسيك وشمال كولومبيا. وتعزي هذه الزيادة جزئيًا إلى النمط المناخي لظاهرة النينو، التي تعمل على زيادة عدد الأعاصير في الحوض الأطلسي، وتتسبب في حدوث جفاف شديد وارتفاع درجة الحرارة في أمريكا الجنوبية. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة واندلاع الحرائق البرية في أجزاء من الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراجواي، التي قضت على ملايين من الهكتارات.

تسهم هذه الصدمات المناخية المتكررة، التي تشمل الجفاف الموسمي في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وفيضان كثير من الأنهار في أمريكا الجنوبية، في خلق مجموعة صعبة من الاحتياجات المرتبطة في الغالب، حيث ارتفع معدل انعدام الأمن الغذائي من 22.9% عام 2014 إلى 31.7% عام 2019، ويتجسد ذلك في معاناة 205.3 مليون شخص من حالة انعدام غذائي متوسطة إلى شديدة، وتعد هذه أسرع زيادة شهدها العالم بسبب استمرار حالة انعدام الأمن الغذائي في أمريكا الوسطى، وخاصةً في دول شمال أمريكا الوسطى مثل السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، وأيضًا بسبب ارتفاع معدل انعدام الأمن الغذائي في أمريكا الجنوبية. ارتفع عدد الأشخاص من هايتي الذين يعانون من انعدام غذائي حاد وشديد من 2.6 مليون شخص (2019) إلى 3.1 مليون شخص (2020) في المناطق الريفية، ويواجه 1.2 مليون من هؤلاء مستويات طارئة من الجوع. ويتوقع تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أجري في شهر أغسطس/ آب 2020 أنه سيحتاج 4.4 مليون شخص (46% من السكان الذين أجري التحليل عليهم) إلى مساعدات إنسانية، وذلك في الفترة ما بين شهر مارس/ آذار إلى شهر يونيو/ حزيران عام 2021.

وبالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي، تشهد دول شمال أمريكا الوسطى أيضًا أعمال عنف مزمنة، وحالات عدم مساواة، وضعف المؤسسات، وتقلب سياسي واجتماعي يستمر في دفع عمليات النزوح الجماعي داخل الحدود. وقد رصد مركز متابعة النزوح الداخلي أكثر من 940,000 حالة نزوح جماعي داخلي، بسبب أعمال العنف داخل دول شمال أمريكا الوسطى وعبر الحدود. أدت تدابير الإغلاق الشامل وإغلاق الحدود المتعلقة بوباء كوفيد-19 إلى انخفاض محمود في أعمال العنف والنزوح، لكن تتجه هذه المؤشرات إلى المستويات التي كانت عليها قبل تفشي الوباء عقب فتح الحدود ورفع تدابير الإغلاق الشامل، وقد لاحظت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن حالات الاعتقال في سبتمبر/ أيلول 2020 على الحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك قد تجاوزت بالفعل الأرقام المسجلة في شهر سبتمبر/ أيلول لعام 2015، مما يُشير إلى تجدد حركة التنقل من دول شمال أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

Graphic

أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: لمحة عامة عن النداءات (2021)

أدى تفشي الوباء في أمريكا الجنوبية إلى نضوب الاقتصادات غير الرسمية وانخفاض سُبُل المعيشة وإمكانية الوصول إلى الغذاء وزيادة مخاطر الحماية، كما تسبب في حالة تدفق عكسي إلى فنزويلا، إذ شهدت عودة آلاف الأشخاص إلى موطنهم. وعادة ما يعبرون الحدود بشكل غير منتظم، مع تزايد احتياجاتهم وقلة المساعدات المتاحة في الدول المستضيفة ودول المعبر، المُثقلة بتلبية متطلبات الخدمات لسكانها وأكثر من 4 مليون لاجئ فنزويلي، في الدول المُستضيفة بأمريكا الجنوبية. ورغم الجهود المؤسساتية الكبيرة والنهج المنُسق للتعامل مع الوباء، مازالت أجزاء معينة في كولومبيا في حاجة إلى الاحتياجات الإنسانية، بسبب النزاعات المسلح والكوارث الطبيعية وتدفقات الهجرة المختلطة من فنزويلا.

ويزداد تعقيد مواطن الضعف الموجودة بالمنطقة قبل تفشي الوباء وخلاله بسبب دورات الاضطرابات الاجتماعية، حيث شهدت دول مثل الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل والإكوادور وبيرو احتجاجات شعبية وأعمال عنف بسبب تدابير الإغلاق المُتخذة جراء وباء كوفيد-19، وبسبب تصورات عن إهمال الحكومة أو ادعاءات الفساد بشأن استجابتها لوباء كوفيد-19، وكذلك التوترات الانتخابية وعدم المساواة وعمليات الإصلاح التي لا تحظى بقبول شعبي. وأدت الاحتجاجات إلى انتهاك الحقوق وعدد كبير من الإصابات ووقوع وفيات في بعض الحالات.

Graphic

"تطور المحتاجين (عام 2020 مقابل عام 2021)

يتطلب عام 2021 بلا شك التركيز بصورة أكبر على جهود الاستجابة الإنسانية القابلة للتكيف، نظرًا للآثار طويلة المدى للوباء على كثير من الأزمات في المنطقة، وتتوقع اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي معاناة 231 مليون شخص من سكان المنطقة البالغ عددهم 656 مليون من الفقر في بداية عام 2021، وهي معدلات فقر لم تشهدها المنطقة منذ عام 2005. وسيؤدي الانتشار الواسع لتداعيات الاقتصادات الراكدة إلى مزيد من حالات الهجرة وانعدام الأمن الغذائي ومخاوف حول الصحة والحماية، في ظل الضعف المتزايد في مواجهة المخاطر الطبيعية وشبكات الأمان الحكومية المستنفذة والتفاقم المحتمل للتوترات الاجتماعية والسياسية المتأصلة.

كولومبيا

HRP
الأشخاص المحتاجون
6.7 ملايين
ا لمستهد فو ن
1.5 مليون
المتطلبات
300 مليون
إجمالي السكان
50.9 مليون
مستوى الدخل
دخل متوسط مرتفع
مؤشر الخطورة (INFORM)
4.2 / مرتفع جدًا
النداءات المتتالية
2020 – 2021
الأشخاص الذين وصلت إليهم المساعدات (2020)
1.2 مليون

تحليل السياق، الأزمة والاحتياجات

أثر وباء كوفيد-19 تأثيرًا كبيرًا على السكان الأكثر ضعفًا في كولومبيا، مما أدى إلى تفاقم تأثير ديناميكيات العنف والفقر والمخاطر الطبيعية وحركات الهجرة المختلطة الكبيرة، ونتيجة لذلك زاد عدد المحتاجين من 5.1 مليون شخص عام 2019 إلى 6.7 مليون شخص بنهاية عام 2020.

تم الإبلاغ عن أكثر من 1.2 مليون حالة إصابة بعدوى كوفيد-19، وأكثر من 34,500 حالة وفاة بحلول 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، ورغم أن التدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة وجهود الاستجابة قد خففت بنجاح من شدة الضغوط على النظام الصحي، إلا أنها لم تتمكن من منع انتشار الوباء بالكامل، كما أدت إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية سلبية، حيث زاد معدل البطالة بنسبة 55% مما أدى إلى زيادة الفقر النقدي والفقر المدقع في البلاد، ورغم أن السلطات الوطنية زادت سريعا من عدد برامج شبكات الحماية الاجتماعية، إلا أن انعدام الأمن الغذائي تفشى بشكل كبير، مع معانة نحو 3.5 مليون كولومبي من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وحاجتهم إلى مساعدة عاجلة منقذة للحياة (3).

زادت معدلات وفيات الأمهات والأطفال تحت عمر 5 أعوام في بعض المناطق (4)، وأدى إغلاق المرافق التعليمية بسبب وباء كوفيد-19 إلى انقطاع 10 مليون طفل عن الدراسة لمدة نصف عام، بما في ذلك اللاجئين والمهاجرين، مما سيتسبب في تأثير دائم على الشباب، كما تأثرت النساء والفتيات بدرجات متفاوتة بانعدام الأمن الغذائي (5) وفقدان الوظائف (6) من بين جملة أمور أخرى.

ورغم توقيع الاتفاق النهائي لإنهاء النزاع عام 2016، الذي أعقبته فترة من الهدوء لم تشهدها البلاد منذ عقود، إلا أن الهجمات بالعبوات الناسفة وحالات النزوح والهجمات العامة التي يتم شنها ضد السكان والبنية التحتية المدنية تحدث بصورة منتظمة في أجزاء من الدولة. وفي بعض المناطق، تستغل الجماعات المسلحة غير المشروعة الوضع المتعلق بالوباء لتوسيع تواجدها الإقليمي، مما أدى إلى وقوع أعمال عدائية وزيادة السيطرة على المجتمعات (8). وقد شهدت البلاد في النصف الثاني من العام تصاعدًا في أعمال العنف والقتل والحصار القسري (9) وإعاقة وصول المساعدات والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومستويات خطرة من التلوث جراء المتفجرات وتفاقم احتياجات الحماية (10). ومازالت هنالك مخاوف بشأن استمرار زيادة تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل المجموعات المسلحة. وقد تأثر الأطفال والشباب والنساء والكولومبيين من أصل أفريقي والمجتمعات الأصلية بنسب متفاوتة.

الوضع المتوقع في عام 2021 وما بعده

من المتوقع أن يظل الوضع الإنساني في البلاد خلال عام 2021 حرجا، ومع استمرار الفقر في المناطق الريفية وعدم المساواة والصراعات على الأراضي وانتشار زراعة المحاصيل غير المشروعة، ستظل أعمال العنف المسلح منتشرة في البلاد، ومن ثم فمن المتوقع أن تستمر شدة مخاطر الحماية في المناطق التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة والتي تقع تحت سيطرتهم أو التي يسيطرون عليها بشكل جزئي.

Graphic

تطور الاحتياجات والتمويل المطلوب (2020 - 2021)

سيظل الوباء يشكل خطرًا. إذا لم يتح لقاح للأشخاص الأكثر ضعفًا وفي المناطق الريفية، فإن خطر انتقال العدوى في كثير من البلديات التي تفتقر إلى إمكانات الحماية والاستجابة ووصول إلى المساعدات سيظل مرتفعًا، ومن المرجح أن يؤدي انخفاض الأسعار العالمية للسلع الرئيسية التي تصدرها كولومبيا، وكذلك التأثير الكبير على القطاعات الرئيسية مثل السياحة، إلى تأخير التعافي الاقتصادي والتأثير بالسلب على الأمن الغذائي، كما أن انخفاض التمويل الإنساني وتجاوز القدرة التشغيلية وقدرة ميزانية الإدارات المحلية يهدد بإعاقة إمكانية الاستجابة.

أولويات الاستجابة في لعام 2021

اعتبارًا من نوفمبر/ تشرين الثاني، استكملت الجهات الفاعلة في العمل الإنساني استجابة الحكومة، عن طريق تقديم المساعدات إلى أكثر من 1.2 مليون شخص، حيث تلقى 940,000 شخصًا منهم في جميع أنحاء البلاد مساعدات تتعلق بتأثير كوفيد-19، مع إيلاء اهتمام خاص بالناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما تلقى أيضًا حوالي 600,000 شخصًا من الكولومبيين الأكثر ضعفًا المتضررين من أعمال العنف المسلح والكوارث الطبيعية، وخاصةً المجتمعات الأصلية والكولومبيين من أصل أفريقي، مساعدات مُنقذة للحياة من خلال خطة الاستجابة الإنسانية في إدارات تشوكو ونارينو ونورت دي سانتاندر وكاوكا وغيرها.

ومع ذلك، مازالت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها يواجهون عوائق وصول المساعدات، ويتعرضون لعوائق وتهديدات مباشرة من المجموعات المسلحة، حيث سجلت 242 حالة هجوم على الأقل ضد البعثات الطبية والعاملين في مجال الصحة خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2020، بزيادة بنسبة 63% مقارنةً بالعام الماضي (11). وقد أعاق أيضًا التمويل المحدود المُقدم إلى خطة كوفيد-19 وخطة الاستجابة الإنسانية جهود الاستجابة.

تركز الاستجابة الإنسانية في كولومبيا خلال عام 2021 على المجتمعات الموجودة في المناطق الريفية النائية، حيث ارتفاع معدلات المرض / الوفيات، واستمرار الأعمال العدائية، وعدم كفاية إمكانات التكيف، وشدة تأثير الكوارث الطبيعية وتدفقات الهجرة المختلطة والوباء بنسب تفوق الإمكانات المتاحة. وتسعى الجهات الفاعلة في العمل الإنساني إلى تنفيذ مزيد من الاستجابات المتكاملة متعددة القطاعات وحماية الأرواح وإنقاذها، من خلال تقديم المساعدات والحماية الإنسانية، فضلاً عن المساهمة في وضع الحلول الدائمة باستخدام نهج متباين قائم على الحماية والنوع الاجتماعي، بالإضافة إلى المشاركة في اتخاذ تدابير الوقاية والاستعداد للكوارث، والعمل على استكمال الاستجابة الخاصة بالحكومة على نحوٍ أكثر فاعلية، كما سيحظى تعزيز آليات الاستجابة السريعة في المناطق الأكثر تضررًا بالأولوية.

هايتي

HRP
الأشخاص المحتاجون
4.4 ملايين
ا لمستهد فو ن
1.5 مليون
المتطلبات
235.6 مليون
إجمالي السكان
11.4 مليون
مستوى الدخل
دخل منخفض
مؤشر الخطورة (INFORM)
3.5 / مرتفع
النداءات المتتالية
2010 – 2021
الأشخاص ممن وصلت إليهم المساعدات (2020)
1.4 مليون

تحليل السياق، الأزمة والاحتياجات

واجهت هايتي تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية متكررة على مدار عدة عقود، وهي ترجع بشكل أساسي إلى المشاكل الهيكلية المتأصلة، وتظل الدولة عرضة بصورة كبيرة للمخاطر الطبيعية وآثار التغير المناخي. تعرضت هايتي خلال عام 2020 لمزيد من المعاناة جراء وباء كوفيد-19، ومازال عدد حالات الإصابة المؤكدة والوفيات ضئيلاً بصورة نسبية مقارنةً بالبلاد الأخرى في المنطقة، لكن أثرت التداعيات الثانوية للوباء على إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، وزادت من خطر التعرض لأعمال العنف والوصم.

تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد خلال عام 2020 بشكل كبير، بسبب ارتباطه الوثيق بقيمة العملة المحلية وتداعيات الوباء، ومن المتوقع أن ينخفض النمو الاقتصادي بمعدل 3.1% عام 2020، مع تعطل عقود قطاع الخدمات وسلاسل الإمداد، بسبب اتجاه الاقتصاد العالمي نحو حالة من الركود، ومن المتوقع أن يزداد العجز المالي إلى أكثر من 6% من إجمالي الناتج المحلي (مقارنة بتوقعات ما قبل وباء كوفيد-19 البالغة 3%)، وأن تصل نسبة التضخم إلى أكثر من 20%.

أدت الزيادة في أعمال عنف العصابات إلى نزوح مئات من الأسر، وتسبب إعصار لورا الاستوائي في أواخر شهر أغسطس/ آب في وقوع فيضانات في كثير من الإدارات، مما ألحق الضرر بشكل مباشر بحوالي 8,800 أسرة. ويرتبط انخفاض العدد الإجمالي للمحتاجين من 4.6 مليون إلى 4.4 مليون شخص بشكل أساسي بحقيقة أنه تم تقديم المساعدات إلى أكثر من مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2020. كانت قطاعات انعدام الأمن الغذائي والصحة والتعليم والوصول إلى المياه والحماية من أكثر القطاعات تضررًا عام 2020، ويعزي ذلك إلى سوء المناخ والأوضاع السياسية والاقتصادية، وعوائق وصول المساعدات بسب الوباء، وارتفاع معدل انعدام الأمن. وقد قدّر تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أجري في شهر أغسطس/ آب 2020 أن 4 مليون شخص يعانون في الوقت الحالي من انعدام غذائي حاد (المرحلة 3 و4).

الوضع المتوقع عام 2021 وما بعده

يعتمد المشهد الإنساني في هايتي عام 2021 بشكل كبير على تطور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد، والذي يؤثر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية وعلى الأشخاص الأكثر ضعفًا، ويجب الأخذ بعين الاعتبار خطر التعرض لأعمال العنف جراء إقامة الانتخابات التشريعية العام القادم. وتظل أعمال عنف العصابات والفساد والإفلات من العقاب والفقر وعدم المساواة بين الجنسين وإمكانية الوصول المحدودة إلى الخدمات الأساسية والاستنزاف الشديد للموارد الطبيعية السبب الأساسي في تكرر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبالإضافة إلى ذلك، يمثل أي وقوع مفاجئ لحالة طارئة (إعصار، زلزال) أو تأثير متعلق بالمناخ (مثل الجفاف) تهديدًا لجهود التعافي التي تبذلها هايتي.

Graphic

تطور الاحتياجات والتمويل المطلوب (2016 - 2021)

من المتوقع أن يحتاج حوالي 4.4 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في عام 2021، ومن المرجح أن تعاني السيدات الحوامل والمرضعات والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنازحون والذين يعيشون في المناطق الريفية من تزايد صعوبة الأوضاع المعيشية. ومن المتوقع أن تظل التغيرات والآثار المرتبطة بها على الأشخاص قائمة لما بعد عام 2021، حيث تُشير المؤشرات إلى استمرار ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وأعمال العنف والنزوح. ستنقح خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 وفقًا لذلك.

أولويات الاستجابة في لعام 2021

تلقى حوالي 1.4 مليون شخص مساعدات إنسانية خلال عام 2020، أي 61% من السكان المستهدفين، وقد مكنت مساعدات الأمن الغذائي الأشخاص من الحفاظ على سُبُل معيشتهم، وتم احتواء التأثير الصحي للوباء بشكل كبير بسبب الجهود المشتركة التي بذلتها جميع الأطراف لدعم الجهات الهايتية. ورغم وجود كثير من الصعوبات، مازال آلاف الأشخاص يستفيدون من الخدمات الأساسية، رغم محدودية الوصول إليها.

أعاق انعدام الأمن وأوضاع الطرق السيئة والقيود اللوجستية والمتعلقة بوباء كوفيد-19 إمكانية الوصول إلى السكان المتضررين. وتتفاقم تحديات التنسيق الموجودة مُسبقًا، نتيجة تعذر مقابلة الشركاء وأصحاب المصلحة لبعضهم البعض شخصيًا، ونتيجة لانقطاع الكهرباء وشبكة الاتصالات بشكل متكرر.

مستهدف ما يقرب من 1.5 مليون شخص من إجمالي 4.4 مليون يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عام 2021، ويشمل هذا الرقم جميع الأشخاص المدرجين تحت التصنيف 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والسكان الأكثر ضعفًا الذين يعيشون في 65 بلدية (من إجمالي 140 بلدية) ذات أولوية في خطة الاستجابة الإنسانية.

حدد الفريق القُطري الإنساني أربعة توجهات استراتيجية للاستجابة على مدار العامين القادمين:

  1. تقليل مواطن الضعف الشديدة وتعزيز الصمود من خلال الجهود المشتركة التي تبذلها الجهات الفاعلة في العمل الإنساني والتنمية، مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة الهيكلية للاحتياجات الإنسانية في هايتي.
  2. زيادة قدرة الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال تعزيز الوصول إلى الخدمات الأساسية وتحسين الأمن الغذائي وتقليل معدل الوفيات والإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها.
  3. تعزيز المساءلة تجاه السكان المتضررين، وخصوصًا تجاه المجموعات الأكثر ضعفًا، من خلال دعم إمكانية وصولهم إلى خدمات الحماية وإشراكهم في جميع مراحل الاستجابة وزيادة اعتمادهم على أنفسهم.
  4. دعم الاستعداد والاستجابة للطوارئ، من أجل استعادة إمكانية الوصول إلى الخدمات والاستقلال عقب وقوع كارثة، ومن أجل المساهمة في تمكين المؤسسات والمجتمع المدني.

زادت مواطن الضعف الشديدة على مدار السنوات القليلة الماضية بسبب مجموعة من الأزمات والصدمات السياسية والاجتماعية، ورغم ذلك انخفضت المتطلبات المالية بصورة طفيفة مقارنة بمتطلبات عام 2019. ويعزي ذلك بشكل أساسي إلى الالتزام بترتيب أولويات التدخلات الإنسانية بشكل أفضل، ودعم الشراكة مع الجهات الفاعلة في التنمية في إطار تعزيز الترابط.

قراءة إضافية

فنزويلا

HRP
الأشخاص المحتاجون
7 ملايين
ا لمستهد فو ن
4.5 ملايين
المتطلبات
762.5 مليون
إجمالي السكان
28.7 مليون
مستوى الدخل
دخل متوسط مرتفع
مؤشر الخطورة (INFORM)
4.1 / مرتفع جدًا
النداءات المتتالية
2019 – 2021
الأشخاص ممن وصلت إليهم المساعدات (2020)
4.0 مليون

تحليل السياق، الأزمة والاحتياجات

من العوامل الرئيسية لنشوء الاحتياجات الإنسانية في فنزويلا، الانكماش الاقتصادي وحلقات من التضخم المفرط والاستقطاب السياسي والتحديات المؤسسية، خلال سبع سنوات متتالية، وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد انكمش بنسبة 74% منذ عام 2013 ، ما أدى إلى انخفاض الإنفاق العام والتأثير على إمكانية توفير الخدمات الأساسية. وقد تأثر أيضا معدل دخل الأشخاص وقدراتهم الشرائية بصورة كبيرة.

ظهرت ملامح الاستقرار على الوضع الإنساني في بداية عام 2020، حيث وفرت سلسلة من إجراءات التحرير الاقتصادي حالة من الراحة إلى الاقتصاد، وساعدت في كبح التضخم، وأصبحت التحويلات المالية المتزايدة بمثابة شريان الحياة لكثير من الأشخاص، كما ساهمت الاستجابة الإنسانية في تلبية بعض الاحتياجات الأكثر إلحاحًا. انعكس أثر هذا الاتجاه جراء وباء كوفيد-19، وازداد تعقيدًا نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء والعناصر الأساسية غير الغذائية وانخفاض التحويلات المالية وأسعار النفط العالمية. وزادت الصعوبات التي يواجها الأشخاص الضعفاء وظهرت احتياجات جديدة.

يظل الأمن الغذائي والتغذية أحد الشواغل الرئيسية . في عام 2019، قدّر تقييم أجراه برنامج الأغذية العالمي أنه سيعاني 2.3 مليون شخص فنزويلي من انعدام أمن غذائي حاد، وأن 7 مليون شخص إضافي سيعانون من انعدام أمن غذائي متوسط. ارتفع معدل نقص التغذية من 2.5% في الأعوام 2010-2012 إلى 31.4% في الأعوام 2017-2019 . ووفقًا للبيانات الحكومية، وصلت معدلات سوء التغذية الحادة بين الأطفال تحت عمر 5 سنوات إلى 4% عام 2019، بالإضافة إلى نسبة 10% من الأطفال في خطر.

بعد تأكيد أول حالات الإصابة بعدوى كوفيد-19، طبقت السلطات بسرعة إجراءات حجر صحي اجتماعي صارمة، مما أدى إلى تباطؤ معدل انتشار الفيروس، وقد استقر عدد الحالات بعد وصوله إلى ذروته في سبتمبر/ أيلول، وتمت السيطرة عليه في ظل الإمكانات الموجودة والدعم الإنساني المقدم. ومازالت إمكانية الوصول المحدودة إلى المياه الآمنة والنظافة الصحية ومعدات الوقاية الشخصية وانخفاض إمكانية إجراء اختبار الفيروس (PCR) من التحديات القائمة، رغم التحسينات الأخيرة.

قبل تفشي الوباء، كان النظام الصحي الفنزويلي تحت ضغط بالفعل، لذا فالإنجازات الهامة التي تحققت في العام السابق للسيطرة على الأمراض المعدية مثل الملاريا والحصبة معرضة للخطر، إذ أصبحت المراقبة الوبائية والتطعيمات صعبة بسبب وباء كوفيد-19، وأصبح المرضى في خطر، بينما تشهد المرافق الصحية صراعًا مستمرًا من أجل توفير إمدادات مياه وخدمات صحية كافية . ونظرًا لإعادة تعيين الموارد من أجل الاستجابة للوباء، تأثرت خدمات صحية أساسية أخرى.

مازال النظام التعليمي متأثرًا، إذ انقطع ما يقرب من 850,000 طفلاً عن الدراسة عام 2019 ، ويتعرض رقم مماثل أيضا لخطر الانقطاع عن الدراسة. أثر إغلاق المدارس للحد من تفشي عدوى كوفيد-19 على 6.8 مليون طالب.

زادت أعمال العنف، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، خلال فترة الإغلاق الشامل، إذا تعرض بعض الأشخاص إلى حالات عنف منزلي. وقد تأثر الأطفال والمراهقون على وجه الخصوص، إذا تعرضوا لمخاطر الحماية ومستويات عالية من الضغط والتوتر في ظل التوافر المحدود لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي.

عاد ما يقرب من 130,000 مهاجر فنزويلي من دول مجاورة منذ منتصف شهر مارس/ آذار، والسبب الرئيسي فقدانهم لسُبُل المعيشة في ظل أوضاع وباء كوفيد-19. يحتاج العائدون إلى الخضوع للحجر الصحي في أماكن مؤقتة للإيواء تديرها الحكومة، وتحتاج معظمها إلى الدعم لتوفير مأوي وخدمات أساسية ملائمة. وقد عبر عدد متزايد من الفنزويليين إلى بلاد مجاورة من خلال طرق غير قانونية منذ تخفيف تدابير الحجر الصحي في المنطقة، ويتعرض المهاجرون لمخاطر حماية مرتفعة، كما أبلغوا عن تعرضهم للتهديدات والابتزاز على طوال تلك الطرق.

الوضع المتوقع عام 2021 وما بعده

من المتوقع أن يظل الوضع الإنساني في فنزويلا كما هو خلال عام 2021، مع استمرار تأثير وباء كوفيد-19، وتشير التوقعات إلى انكماش إجمالي الناتج المحلي للبلاد بمقدار 26% عام 2020 ، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض إتاحة الخدمات الأساسية. ومن المتوقع أن يظل الأمن الغذائي والتغذية من المشكلات الرئيسية، بسبب انخفاض القوة الشرائية وتحديات الإنتاج المحلي للغذاء.

Graphic

تطور الاحتياجات والتمويل المطلوب (2016 - 2021)

من المرجح أن يظل نمط تدفقات الهجرة المختلطة كما هو في ظل عودة المزيد من الفنزويليين إلى البلاد ومغادرتها خلال عام 2021. وإذا ظلت الحدود مغلقة، سيستمر الأشخاص في سلك طرقًا غير قانونية، وسيكونون عرضة لمخاطر الحماية، التي تشمل خطرًا متزايدًا يتمثل في الاتجار بالبشر، والعنف والاستغلال الجنسي، وخصوصًا بالنسبة للنساء والأطفال.

أولويات الاستجابة لعام 2021

تمكن شركاء العمل الإنساني في الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني وسبتمبر/ أيلول 2020 من تقديم بعض أنواع المساعدات إلى ما يقرب من 3.7 مليون شخص، رغم أن ذلك لا يعني تلبية جميع احتياجاتهم الإنسانية. ويشمل ذلك ما يقرب من 2.4 مليون شخص ممن حصلوا على دعم متعلق بوباء كوفيد-19 في المجال الصحي والمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية والحماية والتعليم بشكل أساسي.

ينصب تركيز مجتمع العمل الإنساني في فنزويلا خلال عام 2021 على:

  • تقديم المساعدات المنقذة للحياة عن طريق التدخلات في مجالات الصحة والتغذية والأمن الغذائي والحماية والمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية ذات الطبيعة الحرجة.
  • تحسين مستويات المعيشة من خلال دعم سُبُل المعيشة وتمكين الوصول الآمن والفاعل للسلع والخدمات الأساسية وضمان توفير أماكن إيواء آمنة وكريمة للأشخاص المتنقلين.
  • الوقاية من مخاطر الحماية والتخفيف من حدتها والاستجابة لها، بما في ذلك المخاطر المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب التنقل البشري وسوء المعاملة والاستغلال وإهمال الأطفال والمراهقين. وسيراعى تباين الاحتياجات حسب العمر والنوع الاجتماعي، وكذلك احتياجات المجتمعات الأصلية وذوي الاحتياجات الخاصة.

رغم الإنجازات المُحققة، مازال بعض الشركاء، وخاصةً المنظمات غير الحكومية، يواجهون صعوبات في الوصول لتقديم المساعدات، مثل تسييس المساعدات الإنسانية ونقص الوقود والقيود المفروضة على السفر بسبب وباء كوفيد-19، فضلاً عن القيود الإدارية المفروضة على دخول المنظمات والأفراد والإمدادات. وقد نجح الدعم المُقدم مؤخرًا في تحقيق تقدم في مواجهة بعض من هذه الصعوبات، ويشمل ذلك إصدار قرار يتيح للمنظمات الدولية غير الحكومية العمل داخل الدولة.

تعد خطة الاستجابة الإنسانية في فنزويلا عام 2020 من أقل الخطط تمويلاً في العالم، ولا يمكن ضمان الحصول على استجابة تتفق مع نطاق الاحتياجات إلا من خلال توفير تمويل إضافي عاجل.

قراءة إضافية

الحواشي

  1. اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، الدراسة الاستقصائية الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عام 2020: العوامل المؤثرة الرئيسية على السياسات المالية والنقدية في عصر ما بعد وباء كوفيد-19، أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
  2. شبكة معلومات الأمن الغذائي، التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية عام 2020، يشمل دولة فنزويلا من ضمن أسوأ 10 أزمات غذائية في العالم.
  3. منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم عام 2020. لا توافق الحكومة على هذه النتائج.
  4. خلص تقييم لأوضاع المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في 17 مستشفى، أجرته منظمة الصحة للدول الأمريكية / منظمة الصحة العالمية عام 2019 إلى أن 88.3% من المستشفيات التي قيمت تُشكل خطرًا كبيرًا، إذا تمثل أوضاع النظافة الصحية وخدمات الصرف الصحي خطرًا صحيًا على المرضى والعاملين، أما باقي الأفراد فيتعرضون لخطر متوسط الشدة. كانت النتائج مدعومة بفحص داخلي شامل للمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في 89 مرفق صحي. بيانات وزارة التعليم.
  5. بيانات وزارة التعليم.
  6. تقدير وزارة التعليم بناءً على بيانات إدارية.
  7. اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، الدراسة الاستقصائية الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عام 2020: العوامل المؤثرة الرئيسية على السياسات المالية والنقدية في عصر ما بعد وباء كوفيد-19، أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
  8. الأرقام الخاصة بالمحتاجين والمستهدفين والمتطلبات تقديرية.