A blind men smiles next to a young humanitarian worker
الجزء الأول: الاتجاهات العالمية

الأشخاص ذوي الإعاقة

غرب بحر الغزال، جنوب السودان

فقد هذا الرجل بصره، وقد حصل على بعض التدريب من البعثة الإنجيلية في السودان ليستطيع المشي بمفرده باستخدام عصا يتحسس بها طريقه، بدعمٍ من صندوق جنوب السودان الإنساني، ولم يعد يعتمد على ابنته التي كانت تساعده على المشي في السابق، وأصبح بإمكانها الذهاب للمدرسة. في يناير 2020، قام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان والشركاء بتقييم الاحتياجات الإنسانية في مقاطعتي واو ونهر جور في غرب ولاية بحر الغزال، وبرصد المشروعات التي يدعمها صندوق جنوب السودان الإنساني. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية/ أنتوني بيرك. OCHA/Anthony Burke

يعاني 15 في المائة من سكان العالم من الإعاقة، ويعيش 80 في المائة منهم في البلدان النامية. يشكل الأشخاص ذوو الإعاقة – أيضًا - نسبة مئوية أعلى بكثير من أولئك الذين يعيشون في المجتمعات المتضررة من الأزمات.

تتعرض الفئات الأكثر تهميشًا، مثل الأطفال ذوي الإعاقة لسوء المعاملة والإهمال، كما تُعد النساء الفتيات ذوات الإعاقة أكثر عرضة للعنف الجنسي. يمكن أن يعاني ما لا يقل عن 6.8 مليون نازح داخليًّا؛ أي ما يعادل 15 في المائة من الإجمالي العالمي للنازحين من الإعاقة؛ بسبب الصراعات المسلحة

مع تسارع تفشي جائحة كوفيد-19 ازداد الضغط على الخدمات الحيوية التي تدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك الوصول إلى المعلومات، والدعم النفسي، والرعاية الشخصية اللائقة، وعلاج الظروف الصحية الأساسية. في حالات النزاع، يؤدي انهيار الاقتصاديات، والشبكات الاجتماعية، وانعدام الأمن، وتدمير البنية التحتية، وتشريد السكان، وإغلاق الخدمات؛ - بسبب الجائحة - إلى خسائر فادحة للأشخاص ذوي الإعاقة. تُفاقم العوائق البيئية والمؤسسية ووجهات النظر المتعارضة من المخاطر التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الذين يعانون من الفقر أو الهجر أو العنف، كما أنها تعرقل حصولهم على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والمياه، والصرف الصحي، والتعليم. قد يؤدي التمييز على أساس العمر، أو النوع، أو العرق، أو الدين، أو الإثنية العرقية، أو الانتماء إلى مجموعة من الأقليات إلى مضاعفة التعرض لهذه المخاطر.

قد كشف تفشي جائحة كوفيد-19وضاعف من التداعيات غير المتناسبة مع الأوضاع الإنسانية على الأشخاص ذوي الإعاقة، مع وجود العديد من الاحتياجات الصحية التي لم يُمكن تلبيتها: أفادت 22 دولة – بالفعل - عن انخفاض تغطية خدمات دعم الإعاقة بأكثر من 25 في المائة منذ بدء تفشي الجائحة . ففي هايتي أدت الوصمات الموجودة مُسبقًا والتصورات السلبية ضد الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك ارتباطهم المتخيل بالجائحة، إلى ارتفاع وتيرة التمييز والعنف ؛ لذلك أصدرت الجهات الفاعلة الإنسانية إرشادات مُحددة؛ كي تكون جهود الاستجابة شاملة.

تشير جميع الممارسات الجيدة المنبثقة عن الجائحة إلى عامل مشترك ألا وهو: أهمية البدء بتقييم شامل للاحتياجات. على سبيل المثال، في جنوب السودان استشارت المنظمة الدولية للهجرة الأشخاص ذوي الإعاقة في أماكن النازحين داخليًا والمجتمعات المضيفة لهم؛ لتصميم نهج أكثر شمولًا في الاستجابة لذوي الإعاقة. هدفت هذه المشاورات إلى فهم أفضل لخصوصيات الإصابة بجائحة كوفيد-19 التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة والاستجابة لها بشكل أفضل، بالإضافة لفهم التأثير الاقتصادي الفوري على هذه المجموعة. عملت المنظمة الدولية للهجرة مع منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي بدورها ربطت المنظمة الدولية للهجرة بالمشاركين النشطين للمشاركة في مناقشات واستشارات المجموعات المختصة.

وبالمثل، أجرى الاختصاصيون الاجتماعيون في مجال التنمية المجتمعية في الأونروا تقييمًا لاحتياجات أسر الأشخاص ذوي الإعاقة بين مارس/ آذار وإبريل/ نيسان 2020. أبلغت هذه العائلات عن تحديات محددة مرتبطة بالحصول على الإمدادات الأساسية من الغذاء، والحفاضات، والأدوية، والأجهزة المساعدة، ومنتجات النظافة خلال جائحة كوفيد-19. قدمت الأونروا للعائلات خدمة التوصيل المباشر للمنازل لهذه المواد المهمة؛ من أجل تلبية احتياجاتهم الضرورية.

قدم الأمين العام للأمم المتحدة توصياته بمواصلة تعزيز القدرات؛ لتعميم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الإستراتيجيات والسياسات والبرامج، كما شدد على أهمية تحسين جمع البيانات المتعلقة بالإعاقة ومشاركتها واستخدامها في إدارة مخاطر الكوارث ودورات البرامج الإنسانية، وشجع على استخدام المبادئ التوجيهية للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات المتعلقة بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني.

قراءة إضافية

الحواشي

  1. منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، التقرير العالمي حول الإعاقة، 2016.
  2. الإنسانية والشمول، جائحة كوفيد-19في السياقات الإنسانية: لا توجد أعذار لإهمال الأشخاص ذوي الإعاقة! أدلة من عمليات منظمة الإنسانية والشمول في الأوضاع الإنسانية، 25 يونيو/ حزيران 2020.
  3. اليونيسف، اشتراك الأطفال ذوو الإعاقة في العمل الإنساني - إرشادات عامة، 2017.
  4. االأمم المتحدة، الأشخاص ذوو الإعاقة في سياق النزوح الداخلي - تقرير المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمشردين داخليًّا (A/HRC/44/41) ، 15يونيو/ حزيران 2020.
  5. على سبيل المثال، تبرز المقررة الخاصة المعنية بحقوق النازحين داخليًّا في تقريرها عن الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات النزوح (A/HRC/44/41) أن الأشخاص ذوي الإعاقة غالبًا لا يُعدون أعضاءً متساوين في المجتمع، ويبعدون عن التجمعات الاجتماعية، كما أعربت عن قلقها؛ إزاء التقارير التي تتحدث عن القوالب النمطية السلبية ووصم الأشخاص النازحين داخليًّا من ذوي الإعاقة، بما في ذلك من جانب مقدمي الخدمات، وسكان المخيمات، والمجتمعات المضيفة (https://undocs.org/A/HRC/44/41، الصفحة 14 .
  6. اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، إرشادات حول إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل الإنساني، أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
  7. الأمم المتحدة، الأشخاص ذوو الإعاقة في سياق النزوح الداخلي - تقرير المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمشردين داخليًّا (A/HRC/44/41) ، 15يونيو/ حزيران 2020.
  8. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، خطة الاستجابة الإنسانية العالمية لجائحة كوفيد-19، يوليو/ تموز 2020.
  9. الإنسانية والشمول، جائحة كوفيد-19 في السياقات الإنسانية: لا توجد أعذار لإهمال الأشخاص ذوي الإعاقة! أدلة من عمليات منظمة الإنسانية والشمول في الأوضاع الإنسانية، 25 يونيو/ حزيران 2020.
  10. مجموعة الحماية في سوريا، استجابة شاملة للإعاقة خلال جائحة كوفيد-19- مذكرة إرشادية موجزة، 9 إبريل/ نيسان 2020 وموارد اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، جائحة كوفيد-19المتعلقة بالمساءلة والإدماج.
  11. مجموعة العمل المشتركة بين الوكالات التابعة للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، والمعنية بالاستجابة والتعافي من فيروس كوفيد-19 الشامل للإعاقة، الاستجابة لفيروس كوفيد-19في الأوضاع الإنسانية: أمثلة على الممارسات الجيدة لإدراج الأشخاص ذوي الإعاقة، يوليو/ تموز 2020.
  12. اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات: الرسائل الرئيسية للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، بشأن تطبيق المبادئ التوجيهية للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، بشأن الإعاقة خلال الاستجابة لفيروس كوفيد-19، 7 يوليو/ تموز 2020 وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة التعاون الدولي في مجال المساعدات الإنسانية بشأن الكوارث الطبيعية من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية (A/75/238)، سبتمبر/ أيلول 2020.