Two girls sitting on top of rubble
الجزء الأول: الاتجاهات العالمية

لا زالت الصراعات تُلحق خسائر فادحة بالمدنيين

شمال غرب سوريا

آلاف الأشخاص في شمال غرب سوريا في حالة نزوح، إذ دفع العنف الأسر لهجر منازلهم، و80 بالمائة من الأشخاص النازحين من النساء والأطفال. ولقد غادر العديدون منازلهم سيرًا على الأقدام، لا يحملون من المتاع سوى ما يستطيعون حمله، لينتقلوا إلى مخيمات مكتظة، تعاني من محدودية أماكن المأوى ومرافق الصرف الصحي. بعض الأسر تعيش في هذه المخيمات لعدة سنواتٍ حتى الآن، إذ دفعهم الصراع لهجر منازلهم. برنامج الأغذية العالمي/ مكتبة الصور. WFP/Photolibrary

لم تهدأ حدة الصراعات السياسية ؛ إذ اتسم عام 2019 باستمرار العديد من الصراعات السياسية العنيفة، حيث تضمن ذلك العام حوالي 55 في المائة من إجمالي 358 صراعًا سياسيًّا في جميع أنحاء العالم استخدم العنف فيها، من بينها 38 صراعًا عنيفًا للغاية. تصاعدت وتيرة التوترات الجيوسياسية حتى قبل وقوع الجائحة، وقد طال أمد الصراعات العنيفة؛ مما فاقم من "صعوبة في اجتماع صانعي السياسات، [و] إيجاد حلول متضافرة وتعاونية".

يواجه الناجون من العنف الجنسي المتعلق بالصراعات - وبخاصة النساء والفتيات - قيودًا اجتماعية وتنظيمية وأمنية؛ مما يؤدي غالبًا إلى آليات التكيف السلبية، بما في ذلك: "اللجوء للزواج المبكر أو القسري". لا يزال الأطفال يتأثرون - بشكل أكبر- من الفئات الأخرى بالصراعات، ففي عام 2019 تحققت الأمم المتحدة من حدوث أكثر من 25 ألف حالة انتهاك جسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك: القتل، والتشويه، وتجنيد الأطفال، والعنف الجنسي، والاختطاف؛ فضلًا عن 927 هجومًا على المدارس والمستشفيات.

Graphic

الصراعات حسب شدتها (2014 – 2019)

لا تزال الصراعات القائمة وانعدام الأمن يعرقلان وصول المساعدات والعمليات الإنسانية، كما أدت إجراءات احتواء انتشار كوفيد-19 إلى زيادة وتضخيم العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية؛ بسبب القيود المفروضة على التحرك على المستويين الوطني والدولي على الشحنات والأفراد، كما أدت هذه القيود – أيضًا - إلى تأخير وصول المساعدات، وتحمل تكاليف إضافية، والتعليق الجزئي للأنشطة الإنسانية. لا تزال أعمال العنف ضد عمال الإغاثة، بما في ذلك: القتل، والاعتداءات، والاحتجاز التعسفي، والمضايقات، والسرقة، والاستخدام العسكري للمباني الإنسانية، منتشرًا على نطاق واسع ؛ من ثَمَّ المهم لي التأكد من أن إجراءات مكافحة الإرهاب والعقوبات لا تقيد وصول المساعدات الإنسانية.

لا زالت الاعتداءات على العاملين في مجال الرعاية الصحية مستمرة؛ إذ سجلت منظمة الصحة العالمية أكثر من ألف حادث اعتداء في عام 2019، بالإضافة إلى تدمير المستشفيات والهجمات على العاملين الطبيين، ونزع الإمدادات والاستخدام العسكري للمرافق الطبية.

Graphic

الحوادث المتعلقة بأمن عاملي الإغاثة (2010 – 2019)

لا يزال السكان المدنيون يعانون من تحمل وطأة استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، حيث شكل المدنيون أكثر من 90 في المائة من إجمالي ضحايا استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان؛ وذلك للسنة التاسعة على التوالي: ففي عام 2019 أدت التفجيرات والقصف المدفعي واستخدام أسلحة متفجرة أخرى في مناطق مأهولة بالمدنيين إلى مقتل أو تشويه أو إصابة ما لا يقل عن 17,904 شخص. يبدو أن إجراءات الاحتواء المتعلقة بتفشي كوفيد-19 خلال عام 2020 قد قلصت من عدد القتلى أو المصابين بالأسلحة المتفجرة، حيث أشارت التقارير إلى انخفاض بنسبة 58 في المائة في أضرار المدنيين مقارنة بعام 2019، حيث علقت الأطراف المتصارعة الضربات الجوية - بشكل خاص - أثناء فترة الإغلاق. شهدت الفترة من إبريل/ نيسان إلى يوليو/ تموز 2020 عدد 160 حادثة مقارنة بـ 554 في العام السابق، ولا زلنا نترقب ما إذا كان الانخفاض في العنف سيستمر مع رفع إجراءات الغلق.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق نار عالمي فوري في 23 مارس/ آذار 2020 بدعم من مجلس الأمن، والجمعية العامة، والدول الأعضاء، والمنظمات الإقليمية، والجماعات المسلحة، والمجتمع المدني. وبالرغم من ذلك؛ فمن المتوقع أن تؤدي الجائحة إلى المزيد من الصراعات والعنف، حيث تعاني البلدان من الاضطرابات المدنية، وزعزعة الاستقرار السياسي، وارتفاع معدلات الجريمة، والمشاعر المناوئة للاجئين، والارتياب في العاملين في المجال الإنساني؛ حيث سيؤدي كل ذلك إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الحالية التي سيعاني المدنيون من تحمل العبء الأكبر منها مرة أخرى.

قراءة إضافية

الحواشي

  1. تُصنَف الصراعات السياسية - حسب شدتها - إلى منخفضة أو متوسطة أو مرتفعة. تُعد الصراعات السياسية منخفضة الحدة أو غير عنيفة، والتي قد تشمل الخلافات السياسية والأزمات غير المصحوبة بأعمال عنف، بينما تشمل الصراعات السياسية المتوسطة والشديدة الحدة استخدام العنف، حيث شملت الصراعات السياسية شديدة العنف - على وجه التحديد - 15 حربًا و23 حربًا محدودة. للحصول على التعريفات الكاملة للمنهجية المتبعة؛ يرجى الاطلاع على منشورات معهد هايدلبرغ لأبحاث الصراعات الدولية، مؤشرات الصراع 2019.
  2. يقول مارك لوكوك من الأمم المتحدة إن تأثيرات فيروس كوفيد-19 المستجد قد تتفاقم خلال عام 2021 وما بعده - مقابلة ديفكس، 21 سبتمبر/ أيلول 2020.
  3. تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن العنف الجنسي المرتبط بالصراعات المسلحة (S2020/487)، بتاريخ 3 يونيو/ حزيران 2020
  4. تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والصراعات المسلحة (A/74/845 – S/2020/525)، بتاريخ 9 يونيو/ حزيران2020. أمكن التحقق من وجود أعلى الأرقام في الجمهورية العربية السورية، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأفغانستان والصومال. شهد عام 2019 حوالي 4400 حادثة، استهدفت منع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال.
  5. صوفي سولومون، الوصول الإنساني في زمن فيروس كوفيد-19: نحن نتكيف ونبتكر ونتكيف مع بعضنا ببعض بصورة أكبر، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على المستوى المتوسط​​ 20 مايو/ أيار2020.
  6. تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة (S/2020/366)، بتاريخ 6 مايو/ أيار 2020
  7. الأمم المتحدة، تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة (S/2020/366)، بتاريخ 6 مايو/ أيار 2020
  8. إجراءات بشأن العنف المسلح واندلاع أعمال العنف في 2019، بتاريخ 7 يناير/ كانون الثاني 2020.
  9. دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم: التحديات والفرص.
  10. انظر القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 إبريل/ نيسان 2020 (A/RES/74/270)، فالقرار اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 28 يونيو/ حزيران 2020 S/RES/607